بالصور| شاب يستبدل الغاز بـ "النجارة" لقليّ الفلافل (تقرير)

مع إشراقة صباح جديد على غزة المحاصرة منذ ما يزيد عن 7 سنوات، يثبت الشاب الفلسطيني صاحب الإرادة والتحدي والصمود أنه الأجدر على تخطى هذه العقبات العابرة التي لن تثني من عزيمته شيئاً.

أحد هؤلاء الشباب هو الطالب الجامعي علي محمود النجار (21 عاماً) من بلدة بني سهيلا شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة قرر أن يعمل بسطة لبيع الفلافل في منطقته كمصدر يساعده في توفير متطلبات دراسته في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية لعائلته.

النجارة بديلاً

وبعد مضى أسبوعين على عمله وقف النجار حائراً أمام مشكلة انقطاع الغاز المنزلي التي يعاني منها القطاع وبعد تفكير لإيجاد بديل من أجل انجاز عمله الذي أصابه الشلل اهتدى إلى الاستعانة لقليّ الفلافل بالنجارة الناعمة بدلاً من الغاز!

وتقوم فكرة استخدام النجارة بإحضار تنك الزيت الصفيح وفتح سطحها بالكامل، ومن ثم إدخال النجارة الناعمة حول أنبوب تليها طبقة طينية لتمسك بها، مع ترك فتحة من أسفل القاع لإشعال النار.

ويقول النجار لمراسل "الرأي" إن الفكرة راودته بعد أن توقف عن العمل ليوم كامل نظراً لانقطاع الغاز حيث يضطر كل يومين إلى الذهاب لمناجر الموبيليا لإحضار النجارة الناعمة.

ويبين النجار أن هذه الطريقة بسيطة وغير مكلفة لكنها متعبة وتأخذ وقت لتحضيريها، كما أن مخاطرها كبيرة وضارة حيث ينتج عنها روائح غير صحية تؤثر على الطعام، مشيراً إلى أن الضرورة الملحة دفعته إليها.

أوضاع صعبة

ويؤكد أحمد النجار صاحب مطعم الأصدقاء الذي تدرب فيه الشاب علي واكتسب الخبرة، أنه نظرا للأوضاع الصعبة التي يمر بها قطاع غزة ونقص الغاز وبعض الحاجيات الأخرى اضطررت إلى إغلاق المطعم رغم أن المنطقة بحاجة إليه.

ويشير النجار إلى أن أزمة الغاز لا زالت متفاقمة وأن ما يصل إلى القطاع لا يكفى لسد حاجته، موضحاً أن في بيتهم خمس أنابيب فارغة نترقب كل يوم لتعبئة واحدة على الأقل.

ويلتف مجموعة من أصدقاء الشاب علي حوله لمساعدته في إنارة فانوس الكاز لإنارة المكان المظلم بعد أن انقطع التيار الكهربائي وهى مشكلة أخرى يعانيها سكان القطاع.

تفوق وتحدى

علي الذي يدرس المحاسبة بجامعة الأقصى يعد نموذجاً للطالب المثالي المتفوق، فبالرغم من ضيق الحال وسوء الأحوال المعيشية لأسرته إلى أنه أراد إكمال مسيرته الجامعية بكل إصرار وتحدي.

ويذكر النجار أنه ينتمي لأسرة مكونة من خمسة إخوة أربعة منهم بلا عمل، موضحاً أنه يجد صعوبة في توفير الرسوم الجامعية كل فصل.

ويضيف أنه حصل مؤخراً على عفو كامل من دفع الرسوم من الشؤون الاجتماعية، إلا أن إدارة الجامعة اعتمدت تخفيضها بنسبة 50% فقط.

تصوير/ ضياء الأغا